دور الأرطوفوني |
دور الأرطوفونيا وشروط الممارسة
تعود كفاءة الأرطوفوني إلى الإهتمام الذي نوليه الأرطوفونيا وكلما تعمقنا في ميدانها كلما استطعنا
أن نحصر جميع الإضطرابات اللغوية وخلق تقنيات جديدة تفيدنا في عملنا ويتوقف هذا على كيفية ممارسة هذه المهنة التي تتطلب جهودا كبيرة و إخلاصا لميدان الإضطرابات اللغوية دون أن يتعدى ذلك إلى ميادين أخرى فلكل اختصاصه، حيث يعمل الأرطوفوني على إعادة تربية الصوت
و الكلام واللغة ويتدخل في الميدان العلاجي والوقائي ويهتمون بالأطفال والمراهقين والراشدين
وحتى المسنين الذين يعانون من أي اضطراب في الإتصال وقد يكون عمل الأرطوفوني بصفة
فردية أو جماعية وأحيانا في منزل الشخص الذي يحتاج إلى المساعدة الأرطوفونية وهذا عن طريق
توجيه الطبيب هذا الأخير يكلف المختص الأرطوفوني بكفالة هذا الشخص ويصف له عدد
الجلسات ونوع الكفالة، كذلك يمكن أن يعمل الأرطوفوني في عيادته الخاصة وفي المستشفيات
الحكومية أو المراكز الخاصة بالمعوقين ذهنيا أو سمعيا كما قد يتدخل الأرطوفوني في إطار
التشخيص والبحث عن اضطرابات اللغة في المدارس، وكذلك يمكن أن يشارك في
أعمال وأبحاث في ميدانه ويكلف بالتدريس في مختلف المراكز التابعة لهذا االختصاص ويمكن أن نلخص دور
الأرطوفوني فيما يلي
أولا
أولا
تشخيص اضطرابات الصوت والكالم واللغة
ثانيا
توجيه المريض حسب الحالة إلى طبيب مختص، نفساني، مساعد اجتماعي أو التربوي
ثالثا
إعادة تأهيل وتربية االضطرابات
رابعا
القيام بالأبحاث واختراع التقنيات الجديدة التي تلعب دورا في عمل المختص الأرطوفوني
بالإضافة إلى ما سبق ذكره فإن من شروط الممارسة أيضا:
عادة التربية
أولا : ألا يخرج عمل الأرطوفوني عن نطاق التشخيص الوقائي
ثانيا: أن يأخذ بعين الإعتبار استشارة الطبيب والمختص النفساني في حالات معينة وأن لا يكتب
وصفة طبية
ثالثا: ألا تتجاوز الجلسة الواحدة نصف ساعة إلى الساعة إال الربع من الوقت إال في حاالت
خاصة
رابعا: عدد الجلسات غالبا ال يتعدى الجلستين كل ثالثة أسابيع
بيولوجيا اللغة و الكلام
يتم الحصول على معلومات حول ما يجري في العالم الخارجي وداخل أجسامنا بفضل خلابا خاصة تعرف بالخلايا الحسية أو المستقبلات الموزعة في كل أنحاء الجسم، هذه الخلايا مسؤولة
عن تحويل التنبيهات الخارجية إلى نبضة كهربائية تنتقل إلى المراكز العصبية للجسم لتفسيرها من
طرف خلايا عصبية أخرى تعرف بالعصبونات، إن الجهاز العصبي المركزي هو المسؤول عن
هذه الوظائف ويتكون الجهاز العصبي لدى االنسان تقريبا من 11 مليار خلية عصبية،
فامتداداتها المنفعة نحو الداخل والخارج يتم باتصال كل خلية تقريبا بـ 11 ألف اتصال بالخلايا الأخرى بواسطة المشابك.
ويعتبر نصفي الكرتين المخيتين الجزء الأهم وظيفيا و الأكبر حجما للجهاز العصبي المركزي،
ويلعب هذا الأخير الدور الكبير في الوظائف العقلية العليا كاللغة، فهاتين الكرتين مغطاة بالقشرة
العصبية المخية، التي هي كذلك متكونة من 111 ساحة أو منطقة، كل واحدة لها مركزها الخاص
بها ومرقمة برقم خاص وتختص بوظيفة من الوظائف الحسية الإدراكية ، وعندما نرى نصفي
الكرتين المخيتين نظرة جانبية نجد أنها متكونة من أربعة فصوص: الفص الجبهي، الفص
الجداري، الفص القفوي والفص الصدغي.
هذه الفصوص منفصلة عن بعضها البعض بواسطة شقوق داخل القشرة المخية منها شق روالند
وشق سلفيوس، كل فص أيضا يحتوي على تلافيف منفصلة عن بعضها بواسطة شقوق أقل عمقا
من الشقوق سابقة الذكر، تخضع الساحات الحسية الحركية لوظائف دماغية أخرى مثل الذاكرة
حيث يتم حفظ االحساسات التي تقع لنا فيها ويتم وضع توجيهات عامة تقود تصرفاتنا حتى يمكننا
اختيار الأستجابة الأكثر تناسبا مع المنبه -المثير الخارجي-، إن تجاربنا السابقة هي التي تجعلنا
عند رؤية الغيوم الداكنة مثال نحمل مطاريتنا لإمكانية سقوط المطر.
وهناك أنواع من الذاكرة: ذاكرة آنية حيث يمكن الإحتفاظ بالمعلومات لبضع ثواني والذاكرة البعيدة
التي تسمح لنا بتذكر أحداث أكثر قدما، وترتبط الذاكرة بوظائف عديدة في الدماغ بما في ذلك
اللغة فهي نوع من الشيفرة ترمز كلماتها إلى أشياء مادية أو الأفكار مجردة وتوجد في قشرة المخ
أربع مراكز للغة واحدة
للكلام والكتابة وآخران يتعلق كل منهما بفهم الأول والثاني
إن اللغة تمكننا كذلك من التفكيلر و إيصال أفكارنا للغير ، و لعيل التخيل يمثل الوظيفة العليا لدى الإنسان بوصفه القدرة على ربط الأفكار وعلى خلق أفكار جديدة، هذه الساحات المذكورة أدناه
كلها خاصة باللغة وهناك ساحات أخرى تؤدى فيها وظائف كثيرة خاصة في نصف الكرة المخية
االيسر
الفص الجبهي أكبر الفصوص تؤدى فيه وظائف ذهنية عليا-
ساحة ما قبل حركية تتحكم في حركات الرأس والعينين-
الساحة الحركية وتتحكم في الحركات الإرادية -
الساحة الحسية وتفسر االحساسات الأولى التي تقع للجسم-
الساحة البصرية وتفسر االحساسات البصرية-
الساحة السمعية وتخص الإحساسات الصوتية-
ساحة التحليل الحسي واللغوي-
ملاحظة هامة
ساحة الكلام واللفظ هي ساحة بروكا رقم 44 وتخريب هذه االخيرة يصيب الفرد
بالبكم الحركي فيسمى أخرصا، بحيث ال يتمكن المصاب من نطق الكلمات المعبرة عن
فكرته مما يعيقه عن االتصال بالأفراد ولكن هذا المصاب يفهم الكلمات المقروءة دون التمكن
من لفظها
ساحة التعرف السماعي على الكلمات المنطوقة هي الساحات رقم 19 ،22 و39 وتخريب
هذه المناطق يحدث ما يسمى بالعمى الحسي حيث يسمع المريض لكنه لا يفهم المعنى ويقرأ
الكلمات المكتوبة لكنه لا يدري ما تعنيه ونقارن حالته بشخص يتكلم بلغة أجنبية أو يتعلم
لغة جديدة عنه
ساحة فرنيكي تخريب هذه المنطقة يؤدي بالمصاب إلى اضطرابات في
العالقات اللفظية الكالمية حيث يستخدمها المريض في غير موضعها أو معانيها العادية،
كما يؤلف مقاطع كالمية دو ن معنى أي يصبح المريض غير مفهوم ويعود السبب كما هو
واضح إلى نقص في الذاكرة إذ أنه في الحالة الطبيعية يحدث الفهم للكلمة بمقارنتها
رجاعها لذكريات سمعية أو بصرية
إضطرابات النطق |
ميادين و مجالات الأرطوفونيا
إن الحديث عن ميادين الأرطوفونيا هو حديث عن االضطرابات
اللغوية التي تهتم بها و التي يمكن أن نجملها فيما يأتي
اضطرابات اللغة الشفهية التي تضم كل من
الإضطرابات النطقية بنوعيها الوظيفية أو التي ترجع إلى مشاكل العضوية
تأخر الكلام
تأخر اللغة بما يضمه من تأخر بسيط وتأخر النمو اللغوي
اضطرابات الكالم المتمثل في التأتأة
اضطرابات اللغة المكتوبة التي تشمل على
عسر القراءة والكتابة
عسر الحساب
اضطرابات اللغة الناجمة عن االعاقة السمعية الخلقية والمكتسبة بمختلف أنواعها
االعاقة السمعية االرسالية
االعاقة السمعية االدراكية
االعاقة السمعية المختلطة
اضطرابات اللغة الناجمة عن إصابات عصبية دماغية التي يطلق عليها الحبسة عند الطفل والراشد
لدى الراشد تنقسم الى: الحبسة الحركية و الحبسة الحسية
عند الطفل تنقسم الى: الحبسة الخلقية و الحبسة المكتسبة
اضطرابات االنتاج الصوتي لدى الطفل والراشد
تجهر الصوت لدى الأطفال والبحة النفسية أو
استئصال الحنجرة لدى الراشد.
اضطرابات اللغة لدى المصابين بالأمراض النفسية والنفس-حركية والعقلية: الإعاقة الحركية
الدماغية وعرض داون، التوحد...الخ
ومن خلال ما سبق يمكن شرح أهم االضطرابات اللغوية الخاصة بالطفل والمدرسية أو الخاصة
بالراشد كما يلي
الإضطرابات الخاصة بالأطفال
تأخر اللغة: هو افتقار شديد في اللغة، بحيث في عمر معين نجد أن الطفل ليس لديه مفردات
كثيرة للتعبير فيلجأ إلى الإشارات كي يحاول توصيل ما يريده للأخرين و إذا اختبرنا جميع المكتسبات الأولية للطفل نجدها مضطربة أو غير مكتسبة تماما، المتمثلة في: الجانبية: هيمنة و سيطرة جانب معين من الجسم يميني أو يساري
. الصورة الجسمية: وهي الصورة الأولية التي يشكلها الطفل و يحس بها في جسمه
التوجه الزماني والمكاني: هو أن يكون الجسم يدرك المحسوسات بحيث ال يمكن أن يكون
جسمه في مكانين وزمان واحد.
فنجد الطفل الذي يعاني من تأخر لغوي له تبعية للوسط الذي يعيش فيه و بالأخص الألم و عند
إجراء الفحوصات الطبية نجد أنه لا يعاني من أي خلل عضوي معين، فهو اضطراب لغوي
وظيفي وله عدة درجات بسيط وخفيف أو متوسط وعميق حيث أن إعادة التربية تكون طويلة المدة
ومبكرة، و يمكن أن يظهر التأخر اللغوي في سن 3 سنوات و النصف
اضطرابات النطق
هو اضطراب يمس مخارج الحروف فإما أن تكون المخارج في حد ذاتها
تحمل خلال مثل: شق الحنك -شقوق على مستوى الشفاه- تشوه شكل اللسان أو ارتباطه بأسفل
الفم عن طريق نسيج، الشيء الذي يعيق حركة اللسان نحو الأعلى و بالتالي يصعب على الطفل
نطق أصوات مثل اللام و الراء، كبر أو صغر حجم اللسان، تشوه الأسنان أو غيابها، أو من خلال إصابة الأصوات الصغيرة المتمثلة في -س، ش، ز- كما نجد الخمخمة المفتوحة أو المغلقة
المتمثلة في عملية إصدار كل من األصوات الفموية )م، ب، و( من األنف بدال من مخرجها
الطبيعي المتمثل في الفم الناتج عن عدم قدرة الطفل عن إيصال مؤخرة الحنك بمؤخرة الحلق أو
العكس، ومن خلال ما سبق يمكن القول أن هناك أسباب عضوية و أخرى وظيفية ويبقى أهم
مظاهر اضطراب النطق هو اضطراب و تأخر الكلام الذي يعتبر اضطرابا لغويا وظيفيا يظهر في
تركيب الأصوات و يظهر على أشكال إما القلب، الحذف، التعويض أو الأضافة إذ أن الطفل الذي
يعاني من هذا االضطراب يحافظ على كلام الطفل الصغير بالرغم من سنه المتقدم و عادة التربية
ا
هنا يجب أن تكون مبكرة، لكنها سهلة و تعتمد على المرآة في تصحيح االضطرابات اللفظية.