صعوبات التعلم
صعوبات
التعلم هي من أحدث ميادين التربية الخاصة واسرعها تطورا بسبب اهتمام الاهل
والمهتمين بمشكلة الاطفال الذي يظهرون مشكلات تعلمية والتي لا يمكن تفسيرها بوجود
الاعاقات العقلية والحسية والانفعالية، بالاضافة إلى ان مصطلح صعوبات التعلم قد
لاقى قبولا أكثر من قبل الاهل.
الاشخاص
الذين يظهرون صعوبات في التعلم لا تبدو عليهم أعراض جسمية غير عادية بل هم عاديون
من حيث القدرة العقلية ولا يعانون من أي اعاقات سمعية أو بصرية أو جسمية وصحية أو
اضطرابات انفعالية أو ظروف أسرية غير عادية، ومع ذلك فإنهم غير قادرين على تعلم
المهارات الاساسية والموضوعات المدرسية مثل الانتباه او الاستماع او الكلام أو
القراءة أو الكتابة أو الحساب. وحيث إنه
لم يقدم لمثل هؤلاء الاطفال أي خدمات تربوية وعلاجية في بادئ الامر، فقد طالب أهل
هؤلاء الاطفال مساعدة المتخصصين من أجل حل
مشكلة أبنائهم.
تعريف :
تمت المحاولة الاولى
لوضع تعريف محدد لصعوبات التعلم في عام 1963 حيث اقترح كيرك التعريف التالي:
"يشير مفهوم صعوبات التعلم إلى تأخر
أو اضطراب أو تخلف في واحدة أو أكثر من عمليات الكلام، اللغة، القراءة، التهجئة،
الكتابة، أو العمليات الحسابية نتيجة لخلل وظيفي في الدماغ أو اضطراب عاطفي أو
مشكلات سلوكية. ويستثنى من ذلك الأطفال
الذين يعانون من صعوبات التعلم الناتجة عن حرمان حسي أو تخلف عقلي أو حرمان
ثقافي". (Kirk and
Chalfant, 1948)
وفي عام 1968 وضعت اللجنة الوطنية
الاستشارية لشؤون المعوقين والتابعة لمكتب التربية الاميركي تعريفها مستندة إلى
تعريف كيرك وقد اعتمد من قبل القانون الاميركي للمعوقين في سنة 1975 وتعديلاته
اللاحقة سنة 1990 والذي ينص على التالي:
"صعوبات التعلم الخاصة تشير إلى
اضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الاساسية اللازمة سواء لفهم أو
استخدام اللغة المنطوقة أو المكتوبة.
وتظهر على نحو قصور في الاصغاء، أو التفكير، أو النطق، أو القراءة ، أو
الكتابة ، أو التهجئة، أو العمليات الحسابية.
ويتضمن هذا المصطلح أيضا حالات التلف الدماغي، والاضطرابات في الادراك،
والخلل الوظيفي في الدماغ وعسر القراءة أو حبسة الكلام. ويستثنى من ذلك الاطفال الذين يعانون من صعوبات
في التعلم يمكن أن تعزى للتخلف العقلي أو لتدني المستوى الثقافي الاجتماعي أو
للصعوبات البصرية أو السمعية أو الحركية أو الانفعالية" (Education of All Children Act, 1975).
تم نقد هذا التعريف من قبل الكثير من
المختصين لاستخدامه بعض العبارات التي يصعب وصفها إجرائيا مثل العمليات النفسية
والاضطرابات في الادراك والخلل الوظيفي في الدماغ والبعض انتقده لإغفاله تحديد
درجة شدة الاضطراب أو التأخر.
وبعد هذا التعريف كان هناك تعريفات عدة
منها تعريف اللجنة الوطنية الاميركية لصعوبات التعلم NJCLD
وصعوبات التعلم هي مجموعة متجانسة من الاضطرابات التي تتمثل في صعوبات واضحة في
اكتساب واستخدام قدرات الاستماع، الكلام، القراءة، الكتابة، الاستدلال الرياضي،
يفترض أن هذه الاضطرابات تنشأ نتيجة خلل في الجهاز العصبي المركزي أو ربما تظهر مع
حالات أخرى كالتخلف العقلي او العجز الحسي أو الاضطرابات الانفعالية والاجتماعية
أو متلازمة مع مشكلات الضبط الذاتي ومشكلات الادراك والتعامل الاجتماعي أو
التأثيرات البيئية وليست نتيجة مباشرة لهذه الحالات أو التأثيرات، (فتحي الزيات،
1998).
ومن التعريفات التي وضعت في هذا المجال
بعض التعريفات التي حاولت التفريق بين صعوبات التعلم وبين الظروف الاخرى التي تؤثر
في انخفاض التحصيل العلمي حيث يوجد نمطين اساسيين من العوامل التي تؤثر في هذا
الانخفاض وهي:
1.
عوامل خارجية: وترجع
إلى العوامل البيئية كالثقافية والاقتصادية والظروف الاجتماعية ونقص فرص التعليم
والتعلم، وتمثلت هذه العوامل في تعريف الـ NJCLD في عبارة
المؤثرات البيئية.
2.
عوامل داخلية : ترجع
إلى ظروف داخل الفرد مثل التخلف العقلي والاعاقات الحسية والاضطرابات الانفعالية
الشديدة وصعوبات التعلم وقد أشير إليها في تعريف اللجنة الوطنية الاستشارية لشؤون
المعوقين من خلال الاضطرابات النفسية.
ذهب البعض إلى أن مشكلة القراءة واللغة
هي جوهر صعوبات التعلم في حين أكد الاخرون أن الانتباه هو الاساس فيما اعتبر البعض
الاخر أن الاضطرابات النفسية مثل الذاكرة والادراك هي الاساس أيضا.
أما
الحكومة الاتحادية الاميركية فحددت عام 1977 ثلاث أنواع من المشكلات:
1.
مشكلات لغوية, تعبير
شفهي مبني على الاستماع.
2.
مشكلات القراءة
والكتابة: التعبير الكتابي ومهارات القراءة.
3.
مشكلات رياضية :
اجراء العمليات الحسابية والاستدلال الرياضي.
وفي ضوء ذلك يمكن تطبيق صعوبات التعلم إلى مجموعتين:
·
صعوبات التعلم
النمائية
·
صعوبات التعلم
الاكاديمية
أولا: صعوبات التعلم النمائية
تشمل صعوبات التعلم النمائية المهارات السابقة التي يحتاجها الطفل بهدف
التحصيل في الموضوعات الاكاديمية، مثلا يتعلم الطفل كتابة اسمه عن طريق تطوير
الكثير من المهارات مثل الادراك، تآزر البصري الحركي، الذاكرة...
فحين
تضطرب هذه الوظائف بدرجة كبيرة ويعجز الطفل عن تعويضها من خلال وظائف أخرى ينتج
عنها صعوبة لدى الطفل في تعلم الكتابة أو التهجئة أو إجراء العمليات الحسابية.
ثانيا: صعوبات التعلم الاكاديمية
هي المشكلات التي تظهر من قبل اطفالنا
في المدارس وتشتمل على:
§
صعوبات بالقراءة.
§
صعوبات بالكتابة.
§
صعوبات بالتهجئة
والتعبير الكتابي.
§
صعوبات بالحساب.
تحديد الاطفال ذوي صعوبات التعلم:
هناك ثلاث محكات يجب التأكد منها قبل ان
نشخص صعوبات التعلم عند الطفل وهي:
§
محك التباعد أو التباين
§
محك الاستبعاد
§
محك التربية الخاصة
أولا: محك التباعد والتباين:
يظهر الاطفال
ذوي صعوبات التعلم تباعداًً في إحدى الأمرين التاليين أو كليهما:
- تباعدا واضحا في نمو العديد من السلوكيات النفسية
(الانتباه، والتميز واللغة والقدرة البصرية الحركية، والذاكرة وإدراك العلاقات
.... وغيرها).
- تباعدا بين النمو العقلي العام أو الخاص والتحصيل
الاكاديمي: ففي مرحلة ما قبل المدرسة عادة ما يلاحظ عدم الاتزان النمائي، في حين
يلاحظ التخلف الاكاديمي في المستويات الصفية المختلفة.
ثانياً: محك الاستبعاد
إن
تعريفات صعوبات التعلم تستبعد تلك الصعوبات التي يمكن تفسيرها بتخلف عقلي عام أو
الاعاقات الحسية أو الاضطرابات الانفعالية أو نقص فرص التعلم.
إن السبب في استبعاد هذه الحالات قد يكون واضحا فالطفل
الاصم لا يطور لغته بشكل طبيعي وفي هذه الحالة يحتاج الطفل إلى برنامج تربوي للصم
بدلا من برنامج صعوبات التعلم لأنه قدراته البصرية والعقلية قد تكون عادية.
ثالثاً: محك التربية الخاصة :
الاطفال ذوي
صعوبات التعلم لا يتعلمون بالطرق العادية ويحتاجون إلى طرق خاصة بالتعلم. إن الحاجة إلى طريقة خاصة تكون بسبب وجود بعض
الاضطرابات النمائية التي تمنع أو تعيق قدرة الطفل على التعلم. يعتبر هذا المحك ضروريا إذ يتوجب على الفاحص
القيام بإجراءات التشخيص المناسبة للكشف عن درجة التباعد بين القدرة والتحصيل
وكذلك استبعاد كل الظروف حتى يحدد برنامجا علاجيا خاصا ومناسبا.
أسباب صعوبات التعلم:
ويمكن أن تصنف هذه الاسباب في فئات رئيسية ثلاث:
1. الاسباب العضوية والبيولوجية.
2. الاسباب الوراثية.
3. الاسباب البيئية.
الاسباب العضوية والبيولوجية:
يعتقد
البعض أن الاطفال ذوي صعوبات التعلم يعانون من تلف دماغي بسيط يؤثر على بعض جوانب
النمو العقلي وليس جميعها.
ومما تجدر
الاشارة إليه أن التخطيط الدماغي لمعظم حالات صعوبات التعلم لا يظهر مثل ذلك
الاضطراب في الموجات الدماغية مما يعني عدم وجود التلف الدماغي.
إن ضعف
سند العلاقة السببية بين التلف الدماغي وصعوبات التعلم قاد بعض المختصين في المجال
الطبي إلى تفضيل استخدام مصطلح خلل وظيفي بسيط في الدماغ (Minimal Brain Dysfunction) بدلا من مصطلح التلف الدماغي البسيط. ويشار في هذا المجال إلى ثلاثة
مؤشرات
سلوكية وعصبية هي: الضعف في التآزر البصري الحركي، والافراط في النشاط، وعدم
انتظام النشاط الكهربائي في الدماغ.
هناك بعض الافتراضات البيولوجية الاخرى عن
مظاهر مصاحبة لصعوبات التعلم ومنها المظاهر الجسمية غير الطبيعية لدى الاطفال قبل
سن المدرسة كالتشوهات في شكل الجمجمة أو انخفاض موقع الأذنين في الجمجمة، أو
كهربية الشعر.
الاسباب الوراثية:
يقول كالفانت (1989) أنه برغم أن أهم
الصعوبات التي تواجه الباحثين في هذا المجال هي صعوبة التفريق بين أثر العوامل
الوراثية وأثر العوامل البيئية، فإن نتائج الدراسات في هذا المجال تشير إلى وجود
أسباب وراثية.
الاسباب البيئية:
غالباً ما يشار إلى بعض العوامل البيئية
كأسباب لصعوبات التعلم. ومن الملاحظ أن
حالات صعوبات التعلم أكثر شيوعاً في أوساط الأطفال الذين ينتمون للطبقات
الاجتماعية الأقل حظاً. ويعتقد بأن سوء
التغذية ومحدودية الفرص للنمو والتعلم المبكر من الاسباب ذات الصلة.
وتتضمن الاسباب البيئية قائمة طويلة من
العوامل المختلفة التي توردها المراجع العلمية في هذا الخصوص. ومن أهم تلك العوامل: سوء التغذية، والمواد
المضافة للمنتجات الغذائية كمواد النكهة الصناعية والمواد الملونة الحافظة، وتدخين
الام الحامل أو تعاطيها الكحول أو المخدارت.
حتى أن البعض يضيف أثر إشعاعات شاشة التلفزيون ومصابيح الفلورسنت. ولا تزال هذه العوامل كغيرها من الاسباب
المحتملة لصعوبات التعلم موضع البحث العلمي في هذا المجال في السنوات الاخيرة.
تشخيص صعوبات التعلم:
إن هناك إجراءات وطرائق متعددة لتنفيذ
عملية الفحص والتشخيص، وبالتالي تقدم الخدمات التربوية وتتضمن هذه الاجراءات مراحل
متعددة. وتطبيق اختبارات متنوعة، وجمع
معلومات من مصادر كثيرة:
وفيما
يلي بعض الاختبارات والاجراءات التي يمكن اعتمادها:
-
الاختبارات المعيارية المرجع:
وهي الاختبارات التي يمكن أن نقارن أداء
الفرد فيها بأداء أقرانه من الافراد من نفس العمر أو نفس الصف والتي من خلالها
نستطيع الحكم على مستوى أداء الطفل، هل هو أقل أو أكثر أو مثل أقرانه.
- اختبارات العمليات النفسية:
وهذه الاختبارات بنيت أساسا على افتراض
أن الصعوبات التعلم مسببة عن صعوبات في القدرة أو العمليات اللازمة لعملية التعلم
كالإدراك البصري والإدراك السمعي وتآزر حركة العين واليد وغيرها. ومن أكثر الاختبارات شهرة في هذا المجال اختبار
الينويز للقدرات النفس اللغوية.
-
اختبارات القراءة غير الرسمية:
وهي الاختبارات التي يصممها المعلم
ويطبقها وبشكل محدد في مجال القراءة إذ تتضمن فقرات مكتوبة متدرجة في الصعوبة يطلب
من الطفل أن يقرأها بصوت مسموع. وعن طريق
سماع ما يقرأه الطفل وتسجيل الاخطاء التي يقع فيها مثل حذف أو إضافة حرف أو إبدال
آخر أو صعوبة في الفهم يمكن للمعلم أن يحدد مستوى الطالب القرائي.
-
الاختبارات محكية المرجع:
وهي الاختبارات التي يتم فيها مقارنة
اداء الطفل مع معيار أو محك معين وليس مع أداء غيره من الاطفال. ويمكن ان تستخدم مثل هذه الاختبارات قبل عملية
التعليم لتحديد مستوى أداء الطفل من أجل إقرار بعض جوانب البرنامج الذي يجب أن
يتعلمه. ثم إنها تستخدم بعد عملية التعلم
وذلك لتقييم فعالية البرنامج.
-القياس
اليومي المباشر:
وتتضمن هذه العملية ملاحظة وتسجيل أداء
الطفل في المهارات المحددة التي تم تعلمها وذلك بشكل يومي مثل نسبة النجاح التي
حققها الطفل، ومعدل الخطأ أو نسبته والفائدة التي يمكن الحصول عليها من هذه
الطريقة هي تزويد المعلم بمعلومات عن أداء الطفل في المهارات التي يتعلمها،
والمرونة في تغيير البرنامج من قبل المعلم بناء على المعلومات المتوفرة بشكل
مستمر.
الخصائص العامة لذوي صعوبات التعلم
إن
التلاميذ الذين يعانون من صعوبات في التعلم ليسوا مجموعة متجانسة، وبالتالي فإن من
الصعب الحديث عن مجموعة من الخصائص يتصف بها كل طالب يعاني من صعوبات التعلم. وعلى الرغم من محاولات تصنيف صعوبات التعلم إلى
مجموعات فرعية سواء حسب درجة الشدة (شديدة، وبسيطة، ومتوسطة) أو طبيعة الصعوبة
(صعوبات القراءة، وصعوبات الكتابة، وصعوبات الحساب، والصعوبات الخاصة بالانتباه،
والصعوبات الخاصة بالذاكرة، والصعوبات الخاصة بالتفكير، والصعوبات الخاصة
بالادراك... إلخ) فإنه يلاحظ درجة عالية من التنوع والاختلاف ضمن المجموعة
الواحدة. وتتفق معظم المصادر على الخصائص
التالية باعتبارها الاكثر شيوعا لذوي صعوبات التعلم.
1 ـ الخصائص المعرفية:
وتتمثل في
انخفاض التحصيل الواضح في واحدة أو أكثر من المهارات الاكاديمية الأساسية المتمثلة
بالقراءة والكتابة والحساب. ومن مظاهر
الصعوبات الخاصة في القراءة ما يلي:
- حذف بعض الكلمات في الجملة المقروءة أو حذف جزء من
الكلمة المقروءة.
-
إضافة بعض الكلمات إلى الجملة المقروءة أو إضافة المقاطع أو الاحرف إلى
الكلمة المقروءة.
-
إبدال بعض الكلمات المقروءة في الجملة.
-
إعادة قراءة بعض الكلمات أكثر من مرة.
-
قلب وتبديل الاحرف وقراءة الكلمة بطريقة عكسية.
-
صعوبة في التمييز بين الاحرف المتشابهة.
-
صعوبة في تتبع مكان الوصول في القراءة.
-
السرعة الكبيرة أو البطء المبالغ فيه في القراءة.
أما مظاهر الصعوبات الخاصة بالكتابة فتتمثل فيما يلي:
- كتابة الجملة أو الكلمات أو الاحرف بطريقة معكوسة من
اليسار إلى اليمين.
-
كتابة الكلمات أو الاحرف من اليسار إلى اليمين.
-
كتابة أحرف الكلمات بترتيب غير صحيح حتى عند نسخها.
-
الخلط في الكتابة بين الاحرف المتشابهة.
-
عدم الالتزام بالكتابة على الخط بشكل مستقيم وتشتت الخط وعدم تجانسه في
الحجم والشكل.
أما مظاهر الصعوبات الخاصة بالحساب فتتركز حول الارتباك
في تمييز الاتجاهات وتشمل:
- الخلط وعدم معرفة العلاقة بين الرقم والرمز الذي يدل
عليه أثناء الكتابة عند سماع صوت الرقم.
- الصعوبة في التمييز بين الارقام ذات الاتجاهات
المتعاكسة.
- عكس الارقام الموجودة في الخانات المختلفة.
- صعوبة في استيعاب المفاهيم الخاصة الاساسية في الحساب
كالجمع والطرح والضرب والقسمة.
- القيام بإجراء أكثر من عملية كالجمع والطرح في مسألة
واحدة مع أن المطلوب هو الجمع فقط مثلا.
- الحاجة إلى وقت كبير لتنظيم الافكار.
- ضعف القدرة على التجريد.
2 ـ الخصائص اللغوية:
يمكن أن
تظهر لمن لديهم صعوبات تعلم مشكلات في كل من اللغة الاستقبالية واللغة
التعبيرية. ويقصد باللغة الاستقبالية
القدرة على استقبال وفهم اللغة. أما اللغة
التعبيرة فهي القدرة على أن يعبر الفرد عن نفسه لفظياً.
3 ـ الخصائص الحركية:
يظهر
الأطفال ممن لديهم صعوبات في التعلم مشكلات في الجانب الحركي في كل من الحركات
الكبيرة والحركات الدقيقة وفي مهارات الإدراك الحركي.
ومن أهم المشكلات
الحركية الكبيرة التي يمكن أن تلاحظ لدى هؤلاء الاطفال هي مشكلات التوازن العام،
وتظهر على شكل مشكلات في المشي والحجل والرمي والإمساك أو القفز أو مشي
التوازن. أما مشكلات الحركات الدقيقة
فتظهر على شكل ضعف في الرسم والكتابة واستخدام المقص.
4 ـ الخصائص الاجتماعية والسلوكية:
يظهر
الاطفال من ذوي صعوبات التعلم مشكلات اجتماعية وسلوكية تميزهم عن غيرهم ومن أهم
هذه المشكلات:
- النشاط الحركي الزائد
- التغيرات الانفعالية السريعة
- القهرية أو عدم الضبط
- تكرار غير مناسب لسلوك ما
- الانسحاب الاجتماعي
- سلوك غير اجتماعي
- سلوك غير ثابت
إضافة إلى الخصائص السابقة المميزة لفئة
ذوي صعوبات التعلم، فإنهم أيضا يعانون من بعض الصعوبات والمشكلات التي يمكن
تلخيصها في النقاط التالية:
1 ـ اضطرابات في الانتباه:
وتتمثل في ضعف القدرة على التركيز
والقابلية العالية للتشتت وضعف المثابرة على أداء النشاط وصعوبة نقل الانتباه من
مثير إلى آخر.
وتشير إلى التسرع في السلوك دون التفكير
بنتائجه. وتعكس هذه الصفة ضعف التنظيم
والتخطيط لمواجهة المواقف أو المشكلات.
3 ـ اضطربات في الذاكرة والتفكير:
وتتمثل في الضعف في كل من الذاكرة السمعية
والبصرية وصعوبة في استدعاء الخبرات المتعلمة وصعوبات تعلم المفاهيم المجردة.
4 ـ صعوبات في الادراك:
وترتبط هذه الصعوبات بالمشكلات في مجال
الادراك السمعي والبصري وفهم استيعاب المعلومات التي يحصلون عليها من خلال حواسهم
المختلفة.
5 ـ دلالات عصبية وظيفية:
وتتمثل في بعض المؤشرات على الاضطرابات
الوظيفية في الجهاز العصبي.
الاتجاهات والاساليب المختلفة في علاج صعوبات التعلم
هناك اتجاهين رئيسين: اتجاه طبي واتجاه
نفسي تربوي
أولاً: الاتجاه الطبي:
والواضح
من التسمية أن المهتمين بهذا الاتجاه هم الاطباء وخاصة أطباء الاعصاب، والافتراض
الاساسي للعلاج هو أن صعوبات التعلم ناتجة عن خلل وظيفي في الدماغ أو خلل
بيوكميائي في الجسم ويكون العلاج:
أ-
العقاقير الطبية:
أكثر ما يستخدم في حالات الافراط في النشاط حيث ان التقليل من النشاط الزائد يحسن
من درجة استعداد الطفل للتعلم.
ب- العلاج بضبط البرنامج الغذائي: يقول
فينجولد وهو صاحب هذا الاسلوب أن المواد الملونة والحافظة ومواد الفاكهة الصناعية
التي تدخل في صناعة أغذية الاطفال أو حفظ المواد الغذائية المعلبة وغيرها من
المواد الكيميائية تزيد من حدة الافراط في النشاط لدى الاطفال لذلك يدعو فيجولد
للتقليل من استخدام هذه المواد.
ت- العلاج عن طريق الفيتامينات: يشير أنصار
هذا الاسلوب إلى أن جرعات الفيتامينات التي تعطى لأطفال ذوي صعوبات التعلم تظهر
تحسنا في فترة انتباههم وتقلل من درجة الافراط في النشاط ولا يزال هذا الاسلوب
بحاجة إلى المزيد من الدراسة والبحث.
تبين من أن الاتجاه الطبي هو عبارة عن
اساليب علاجية غير مباشرة ولا تتناول صعوبة التعلم بحد ذاتها بل الافراط في النشاط
وقلة الانتباه.
ثانيا:
الاتجاه النفسي التربوي:
ويشتمل الاتجاه النفسي التربوي على
الطرائق الثلاث الرئيسية التالية:
1 ـ طريقة التدريب على العمليات:
تقوم
هذه الطريقة على تصميم أنشطة تعليمية تهدف إلى التغلب على المشكلات الوظيفية التي
تعاني منها العمليات الإدراكية ذات الصلة بصعوبة التعلم.
ويتم
في هذه الطريقة استخدام أساليب مختلفة أهمها:
o
التدريب النفس لغوي:
حيث يتم التدريب على التآزر البصري الحركي.
ويستخدم هذا الاسلوب بشكل خاص في علاج صعوبات الكتابة والقراء وأشهرها
برنامج كيرك ورفاقه.
o
التدريب باستخدام
الحواس المتعددة: ويقوم هذا الاسلوب على استخدام القنوات الحسية المختلفة (سمع،
بصر، شم، لمس، الحاسة المكانية) في التدريب على العمليات الإدراكية. ويقوم هذا الاسلوب على الافتراض بأن الطفل
يتعلم بشكل أسهل إذا تم توظيف أكثر من حاسة في عملية التعلم.
o
التدريب المعرفي:
يسمى هذا الاسلوب في التدريب إلى تحسين استراتيجيات الطالب في فهم وتنظيم عمليات
التفكير المختلفة على اعتبار أن استراتيجياته السابقة غير ملائمة لعملية
التعلم. ويتضمن هذا الاسلوب إجراءات
مختلفة ومتعددة أهمها التعلم الذاتي والضبط الذاتي.
2 ـ طريقة التدريب على المهارات:
إن طريقة التدريب على المهارات تركز على
التدريب المباشر على المهارات التي يظهر فيها التلميذ قصوراً أو عجزاً. وتقوم هذه الطريقة على افتراض أن العجز أو
القصور في أداء المهارات لا يعود إلى خلل في العمليات الإدراكية وإنما إلى حرمان
من فرص التعلم الملائمة.
3 ـ الطريقة القائمة على الجمع بين التدريب على العمليات والتدريب على المهارات:
إن الاتجاه الأكثر حداثة وقبولا في أوساط
المختصين في الوقت الحاضر هو الجمع بين الاتجاهين والاستفادة من الميزات الإيجابية
لكل منهما.